
ما هى إلا بعض الدقائق المعدودة حتى يصل الى مطار القاهرة ، حاملاً معه كل اللحظات السعيدة كانت أو المريرة من بلاد لا توجد على الخريطة من صغرها ، ما كان يعلم أنه هناك ما ينتظره من كلمات قليلة ولكنها تحوى الكثير والكثير من المعانى ، ولكن كل ما يفكر به ويملأ جعبته هو أنه بعد طول إنتظار ، يعود إلى أرضه وأهله وأصدقائه ، مع زوجنه الحبيبه وقرر عينه الذين كانوا يساعدونه على تحمل مرار الغربة وعذابها .
ها هى الطائرة تبدأ بالهبوط على الأراضى المصرية ، ويبدأ معها بهبوط كل الذكريات الجميلة على مسمعه ومرآه ، يبدأ بتذكر الأيام الجميلة التى كان يحب فيها حبيبته ، يتذكر أيام جامعته مع أعز أصدقائة ، يسمع ضحكات قلبة عندما كان يجتمع أهلة وأقاربة فى منزلهم الواسع البهيج ، ولكن كل هذه الذكريات لا تسوى شئ مقابل ذكرى واحدة وهى .. أمه ، أمه التى سهرت على تربيته منذ أن توفى والده فى صغرة ، التى كانت تساندة عند وقوعه فى مشاكل بحنيتها وكلماتها التى تذيب الحجر ، هى التى كانت تدافع عنه فى كل مصيبه يقع بها ، لعلمها أن فلذه كبدها لا يمكن أن يكون فاعل لتلك المصائب ، التى كانت تفضل الموت لنفسها على أن ترى دمعه واحدة منه ، فهو إبنها الوحيد التى من أجله تعيش وتضحى ، ومن أجله تموت .
كل ذلك تجمع فى جعبته منذ ان لمست أرجل الطائرة أرض وطنه ، بدأوا بالإستعداد للنزول ، دخلوا صاله المطار ، وإذا به يجد جميع أقاربة تحت غمامه سوداء ، ينظر إليهم بتعجب وعينيه تبحث عن شخص معين ، ينظر هنا ، وينظر هناك ، أين هى ؟! ، ما بالكم تلبسون ثياب الحزن ، ماذا حدث ؟؟؟
ولكن لم يستطع أحد أن يتكلم بكلمة واحدة ، فقد ساد عليهم جميعاً الصمت القاتل ، فهم يعرفون مدى إتصال بعضهما ببعض ، يعلمون إلى أى مدى تتصل قلوبهم ببعض ، فهم كالهواء والماء ، لا غنى عن أحد دون الآخر .
تحدث خاله الأكبر قائلا : البقاء لله ... فقد توفت أمك ليلة أمس وهى تستعد لقدومك إليها ، توفت فى غرفتك وعلى سريرك وهى تتأمل صورك ، فقد دخلنا عليها لنجدها متوفيه وهى حاضنه لصورتك .
كانت هذه الكلمات هى الرصاص الذى دخل قلبه واعداً بأن لا يخرج منه أبداً ، فقد توفت قبل أن يراها ، قبل ان يُرمى فى حضنها ، قبل أن يقبل يداها ، قبل أن يقول لها لن أتركك مرة أخرى يا حبيبتى ، توفت وتوفى معاها كل لحطة جميلة فاتت أو قادمة ، توفت وأخذت معاها كل الذكريات التى قد توجد بين أم وإبنها .
بعد أن أخذ هذا الرصاص إلى صدره ، وقع مخشياً عليه ، بدأ المتواجدون بالهلع والفزع ، أحضروا طبيب المطار فوراً ، بدأ فى البحث به هنا وهناك ، يفتح فى عينه ، يضغط على قلبه ، ليفاجئ الجميع : البقاء لله ، توفى إثر أزمة قلبية نتيجة لتعرضه لصدمة أدت للوفاه .
ها هى الطائرة تبدأ بالهبوط على الأراضى المصرية ، ويبدأ معها بهبوط كل الذكريات الجميلة على مسمعه ومرآه ، يبدأ بتذكر الأيام الجميلة التى كان يحب فيها حبيبته ، يتذكر أيام جامعته مع أعز أصدقائة ، يسمع ضحكات قلبة عندما كان يجتمع أهلة وأقاربة فى منزلهم الواسع البهيج ، ولكن كل هذه الذكريات لا تسوى شئ مقابل ذكرى واحدة وهى .. أمه ، أمه التى سهرت على تربيته منذ أن توفى والده فى صغرة ، التى كانت تساندة عند وقوعه فى مشاكل بحنيتها وكلماتها التى تذيب الحجر ، هى التى كانت تدافع عنه فى كل مصيبه يقع بها ، لعلمها أن فلذه كبدها لا يمكن أن يكون فاعل لتلك المصائب ، التى كانت تفضل الموت لنفسها على أن ترى دمعه واحدة منه ، فهو إبنها الوحيد التى من أجله تعيش وتضحى ، ومن أجله تموت .
كل ذلك تجمع فى جعبته منذ ان لمست أرجل الطائرة أرض وطنه ، بدأوا بالإستعداد للنزول ، دخلوا صاله المطار ، وإذا به يجد جميع أقاربة تحت غمامه سوداء ، ينظر إليهم بتعجب وعينيه تبحث عن شخص معين ، ينظر هنا ، وينظر هناك ، أين هى ؟! ، ما بالكم تلبسون ثياب الحزن ، ماذا حدث ؟؟؟
ولكن لم يستطع أحد أن يتكلم بكلمة واحدة ، فقد ساد عليهم جميعاً الصمت القاتل ، فهم يعرفون مدى إتصال بعضهما ببعض ، يعلمون إلى أى مدى تتصل قلوبهم ببعض ، فهم كالهواء والماء ، لا غنى عن أحد دون الآخر .
تحدث خاله الأكبر قائلا : البقاء لله ... فقد توفت أمك ليلة أمس وهى تستعد لقدومك إليها ، توفت فى غرفتك وعلى سريرك وهى تتأمل صورك ، فقد دخلنا عليها لنجدها متوفيه وهى حاضنه لصورتك .
كانت هذه الكلمات هى الرصاص الذى دخل قلبه واعداً بأن لا يخرج منه أبداً ، فقد توفت قبل أن يراها ، قبل ان يُرمى فى حضنها ، قبل أن يقبل يداها ، قبل أن يقول لها لن أتركك مرة أخرى يا حبيبتى ، توفت وتوفى معاها كل لحطة جميلة فاتت أو قادمة ، توفت وأخذت معاها كل الذكريات التى قد توجد بين أم وإبنها .
بعد أن أخذ هذا الرصاص إلى صدره ، وقع مخشياً عليه ، بدأ المتواجدون بالهلع والفزع ، أحضروا طبيب المطار فوراً ، بدأ فى البحث به هنا وهناك ، يفتح فى عينه ، يضغط على قلبه ، ليفاجئ الجميع : البقاء لله ، توفى إثر أزمة قلبية نتيجة لتعرضه لصدمة أدت للوفاه .